مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/01/2022 04:26:00 م

المرأة التي هزمت شركة "أوبر" العملاقة
المرأة التي هزمت شركة "أوبر" العملاقة 
تصميم الصورة ريم أبو فخر 
 استكمالاً لمقالنا السابق عن " المرأة التي هزمت شركة "أوبر" العملاقة "...

المواجهة الحقيقية الأولى:

حتى عام 2014، سارت الأمور على خير ما يرام مع السيدة "جين" وشركة "ديدي"، حتى ظهر السيد "ترافيس كالانيك" مؤسس شركة "أوبر" للنقل، وأراد شراء شركة "ديدي"

 وهنا وقعت السيدة "جين" وشركاءها في حالةٍ من الرعب، فكانوا أمام خيارين أحلاهما مرّ

 فإما الاستسلام وبيع الحلم إلى شركة "أوبر"، وإما مواجهة الشركة العملاقة بكل إمكاناتها، فكان القرار بالمواجهة.

 شخصنة المواجهة:

 باتخاذ قرار المواجهة، توجب على كلٍّ من الشركتين المتنافستين الاستعداد لصرف الكثير من المبالغ، من أجل استقطاب العملاء والسائقين وتقديم أفضل الخدمات بأقل الأسعار

 ما سيعني الكثير من خفض النفقات والتقشف بسبب قلة الأرباح، ولم يطل الوقت حتى تكبّدت كلا الشركتين حوالي ملياري دولار في هذه المنافسة

 فقرّرت شركة "أوبر" بأن هذه المنافسة بلا طائل، فقام باستدعاء قريبة "جين" وكلفها بإدارة الشركة في| الصين| لكي تتواجه مع قريبتها، لعلها تفهم طريقتها في التفكير وتتفوق عليها.

الخروج من المواجهة:

لم تجد السيدة "جين" سبيلاً للتخلص من تلك المواجهة، إلا باستخدام العلاقات الخاصة، فلجأت إلى شركتي "أبل" و "تيم كوك"

ودعتهما للاستثمار في شركة "ديدي"، فضخت شركة "أبل" وحدها حوالي مليار دولار في استثمارها الجديد

 كما تدخلت شركات صينية كبرى مثل "سوفت بانك"، و"تينسينت" و"|علي بابا|"، ما جعل شركة "أوبر" تعيد حساباتها

 فالأمر لم يعد مجدياً بالنسبة لها، خاصةً أن شركة "أوبر" كانت تستخدم بطاقات الاتمان للدفع

 بينما الطريقة الشائعة للدفع في الصين هي باستخدام أحد تطبيقات| الهاتف النقّال|، وهو تابع لشركة "تينسينت" المستثمرة في شركة "ديدي".

حسم المواجهة:

اقترفت شركة "أوبر" بعض الأخطاء أثناء منافستها لشركة "ديدي" الصينية، من أهمها أنها خاضت المواجهة مع شركةٍ صينيةٍ على أراضٍ صينية، وأنها لم تدرس طبيعة السوق والعلاقات التجارية الصينية بشكلٍ وافٍ

 كما أنها اعتمدت على| تطبيق خرائط غوغل |وهو ضعيف جداً في الصين

 بينما استخدمت شركة "ديدي" تطبيق "بايدو" الصيني، عداك عن خطأ "أوبر" بأنها لم تدرك نظام عمل السائقين في الصين حيث يجب الحصول على ترخيص خاص للعمل في النقل من قبل السائقين

 فاعتمدت على سائقين عاديين، ما حمّلها المزيد من التكاليف كغرامات ومخالفات.

قبل دخول "جين" المشفى:

قبل أن تنتهي المواجهة بين الشركتين، وفي منتصف عام 2016، أدركت "جين " بأن الأمور تسير لصالح شركتها

 ولكن الوقت ليس في صالحها، فأرادت استباق الأحداث، وذهبت إلى "ترافيس" صاحب شركة "أوبر" وعرضت عليه أن تعطيه 13% من شركتها مقابل أن ينسحب من الصين

 فوافق "ترافيس" على عرضها، وخرج من الصين

 ومع أن الكثيرين لن يعتبروا ما حدث هزيمةً لشريكة "أوبر"، إلا أن المختصين يدركون بأن ما حدث هو هزيمةٌ كبيرة، يصل إلى حد القتل.


اقرأ المزيد...

سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.